شؤون دولية
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
8 آذار 2013
مقدمة
غيب الموت الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي تحدى سياسة الهيمنة التي مارستها الولايات المتحدة ليس في الحديقة الخلفية لها فحسب، بل على المستوى الكوني. ومن المنتظر ان تتمحور الاولويات السياسية المقبلة على مرحلة من سيخلف تشافيز.
بعد سعي حثيث وممنهج للادرات الرئاسية الاميركية المتعاقبة بعدم السماح لمناقشة سياسة اغتيالاتها باستخدام طائرات الدرونز، وعزلها عن التداول العام، تجددت الاهتمامات الاعلامية بالترافق مع ترشيح الرئيس اوباما لجون برينان لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية، والاعلان عن بعض الوثائق بالغة السرية التي ترسم استراتيجية الاغتيالات.
و قد سجل داخليا بروز دور منظمة اللوبي اليهودي – ايباك في معركة معارضة مرشحي الرئيس اوباما، والتعرف على اساليبها في استقطاب وغسل دماغ العناصر الواعدة في المرحلة الجامعية لتسلم مناصب قيادية، واستثمار ذلك الدور لخدمة اهدافها في احكام القبضة على السياسة الاميركية بشكل عام، ومنطقتنا العربية بشكل خاص. كما سيمر التحليل على اساليب اللوبي المتبعة في الظهور بمظهر "النأي بالنفس" عن معارضة ترشيح تشك هيغل لمنصب وزير الدفاع، الذي شكل الواجهة المعلنة لسياستها بينما حقيقة الامر كانت تدور في الاصطفافات من خلف الكواليس، وايهام هيغل ان "عدم معارضة ايباك" لترشيحه يقتضي النزول عند بعض المتطلبات لخدمة "اسرائيل."
ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث
"الدروس المستفادة من الربيع العربي والتحديات المنظورة،" كان عنوان ندوة عقدها مركز ويلسون Wilson Center منطلقا من فرضية ان غياب دولة المؤسسات تقود الى "افراط الاعتماد على النصوص الدستورية في المراحل الانتقالية .. اذ ان الشعوب العربية تفتقد لتراث ولوج النظام الديموقراطي" بالطرق السلمية. ومضى يعدد مزايا "وضوح النصوص الدستورية .. سيما وان فريقي الاحزاب الدينية والعلمانية على السواء لا يحترف ممارسة التعددية السياسية." وخلص بالقول ان لكل بلد ظروفه الخاصة، الا ان "مسار التطور سينمو ببطء شديد بالنظر الى ان المنطقة برمتها غير معتادة على رؤية التعددية السياسية او النظام الانتخابي."
معهد كارنيغي Carnegie Endowment سلط الاضواء على الروابط بين الحريات السياسية والامن الاقتصادي محذرا من ان "الاستمرار في اعتماد النماذج المجربة للعقدين الماضيين" من شأنه تقويض الاصلاحات الاقتصادية المرجوة، والتي ينبغي ان "تشمل المستويات السياسية ... وتضافر العناصر السياسية والاقتصادية في العمل سويا لتنمية المنطقة."
جولة وزير الخارجية جون كيري في المنطقة ومحورية الوضع السوري في جدول اعمالها كانت محطة اهتمام مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation بالتركيز على أهمية دور"العامل التسليحي لاحداث التغيير المرجو لمستقبل سورية." وحذرت من ان نجاج الجولة "يستند الى عامل مدى اقناع الرئيس اوباما لتقديم وسائل دعم وامدادات اكبر للمجموعات غير الاسلامية ضمن قوى المعارضة السورية بغية التعجيل في الاطاحة (بالرئيس) الاسد وتحييد نفوذ المتطرفين الاسلاميين" في المرحلة المقبلة من سورية.
معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War اصدر دراسة بعنوان "نظام الاسد: من مكافحة التمرد الى الحرب الاهلية،" يزعم فيها ان الرئيس السوري "يخسر الحرب لمكافحة التمرد،" اذ لم يستطع استخدام كافة قواته العسكرية مما دفعه "للاعتماد حصرا على التشكيلات الموالية له دون منافس." واستدرك بالقول انه بصرف النظر عن ظهور بعض الاعياء على اداء القوات السورية المسلحة، فان "المواجهات وفرت لها خبرة ميدانية فريدة وما تبقى منها من قوات تشكل التشكيلات الاكثر اخلاصا وولاء للنظام."
ناشد معهد الدراسات اليهودية لشؤون الامن القومي JINSA الولايات المتحدة التدخل "لانهاء هيمنة حزب الله على لبنان .. وقد يتطلب الامر انخراطا ديبلوماسيا مكثفا للي اذرع بعض القوى .. سيما وان واشنطن تحظى بمكانة مميزة للتأثير على باريس، وعليها استغلال تلك الميزة دون تردد." كما طالب واشنطن "بتهدئة خواطر فرنسا وقلقها من مصير قواتها لحفظ السلام في الجنوب اللبناني والعمل على انهاء التفويض بعمل "اليونيفيل" رسميا .. والا تدع الفرصة الراهنة تذهب سدى."
بينما تناول معهد الشرق الاوسط Middle East Institute البعد الفلسطيني في الازمة السورية الذي تحول من "دور محايد الى انخراط فاعل مع طرفي الازمة،" محذرا من "التداعيات الوخيمة على الفلسطينيين في حال سقوط الحكومة السورية." واشار ايضا الى الاجراءات الاردنية "التي تقيد حركة الفلسطينيين وعدم السماح لهم بالاقامة في الاردن" هروبا من ويلات الحرب، الامر الذي "يعرض الفلسطينيين عموما لمخاطر اعلى، بصرف النظر عن اماكن تواجدهم ان كانوا في غزة او سورية او الضفة الغربية."
تجدد مطالب مقاطعة اسرائيل كان محطة انتقاد مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations زاعما ان "اجراءات المقاطعة تعاكس جهود السلام .. كما ان المقاطعة الشعبية العربية لاسرائيل تؤذي الفلسطينيين، سيما وان عددا من الائمة (المسلمين) يرحبون بزيارة العرب الى القدس." وحث المجلس على اتخاذ اجراءات من شأنها "أنسنة – اضفاء الطابع الانساني - على اسرائيل لدى العرب – واستغلال نفوذ حلفاء الولايات المتحدة بين الاسلاميين للتصدي للنزعات المناهضة للسامية في المناهج الدراسية، وخطب صلوات يوم الجمعة، والسماح للمواطنين العرب بالزيارة والاتجار مع اسرائيل .."
نتائج الانتخابات النيابية في الكنيست كانت موضع اهتمام معهد واشنطن Washington Institute الذى اعرب عن اعتقاده ان دخول "حزبين جديدين من الهواة السياسيين (ياش عتيد وحزب نفتالي بينيت) .. قد يعزز موقف المؤسسة العسكرية ضد ايران،" بالزعم ان المؤسسة تنوي مواكبة السياسة الاميركية "قدر الامكان."
اشاد المعهد الاميركي للسلام U.S. Institute of Peace بما اسماه فضائل الربيع العربي على ليبيا اذ "شرع المسؤولون الرسميون هناك للاقرار بانتهاكات الحقوق الانسانية الجارية .. وعزمهم على التصدي لها." وحث الليبيين على الاستمرار في تضافر الجهود المدنية مع السلطات الرسمية للتصدي لتلك الظاهرة.
بالتساوق مع السياسة الاميركية لشيطنة ايران، استضاف مركز ويلسون Wilson Center ندوة للاطلاع على نتائج استطلاع للرأي العام العربي اجراه "جيمس زغبي" مع افول العام 2012. وشمل الاستطلاع 17 دولة عربية وثلاث دول اخرى للاستدلال على النبض الشعبي حول "النظرة لايران وبرنامجها النووي" وقضايا اخرى متعلقة بتراثها وتركيبتها السكانية. وجاء في احدى النتائج ان الشعوب العربية "تنظر بايجابية عامة للموقف الايراني من الامبريالية والصهيونية .. بينما بدأ تدهور المشاعر المؤيدة بعد حرب تموز عام 2006، مصحوبا بموقف ايران من البحرين وسورية والعراق، واجراءاتها المناهضة للحركات الخضراء (الربيع العربي) وطموحاتها النووية .." بالمقابل، اشار الاستطلاع الى أن "تنامي الدور التركي في المنطقة رافقه تطوير ايجابي في النظرة العامة."
حذرت مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات Foundation for Defense of Democracies من تحكم "دول معادية بممرات الطاقة العالمية،" كناية عن التهديدات الايرانية لاغلاق مضيق هرمز امام الملاحة البحرية. وانطلاقا من هذا التأسيس النظري، مضت المؤسسة لتشيد بالاهمية الاستراتيجية المتنامية لخليج غينيا الغني بالنفط والذي من المتوقع "ان تستورد الولايات المتحدة نحو 25% من احتياجاتها النفطية من منطقة خليج غينيا مع حلول عام 2015." وحثت المؤسسة القوى الدولية المختلفة "بذل جهود مضاعفة لحماية منابع الطاقة في خليج غينيا" من منظمات شبيهة ببوكو حرام في نيجريا وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.
معهد واشنطن Washington Institute اشاد بتنامي الدور التركي في شؤون المنطقة، نظرا "للاوضاع المستقرة التي رافقها تدفق استثمارات في مرافقها المتعددة .. مما مهد لها توفر قدر من القوة الناعمة." ومن "اهم التحديات التي تواجهها تركيا تبرز ادارة الصراع في سورية .. والتي من شأنها مفاقمة الانشقاقات التركية الداخلية .. وتقويض سمعتها كنموذج وواحة استقرار."
بالتزامن مع تعيين قائد جديد لقيادة القوات الوسطى الاميركية، شدد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS على "اهمية العمل بين اميركا وحلفائها من دول الخليج العربي وآخرين للحفاظ على أمن الخليج وضمان استمرار تدفق الصادرات النفطية، ومواجهة التهديدات الايرانية المتنامية فيما يتعلق باندلاع حرب غير متماثلة، واستخدام الصواريخ واحتمال اقتناء ايران اسلحة نووية." ومضى بالقول انه يتعين على الولايات المتحدة "تشجيع انخراط بريطانيا وفرنسا في جهود حماية أمن الخليج ضد المطامع الايرانية .. والتثبت من جهوزية قواتها العسكرية الدائمة لشن غارات استباقية على المنشآت النووية الايرانية .. والعمل على ضمان عدم تحول ايران الى دولة نووية."
بعد تولي وزير الدفاع تشك هيغل مهام منصبه، اعرب معهد هدسون Hudson Institute عن اعتقاده بأن على رأس اوليات مهامه يبرز "تحدي ادارة استراتيجية الانسحاب العسكري الاميركي من افغانستان." مناشدا صناع القرار "التريث في مواجهة سريعة مع الصين في صراعها مع اليابان .. ودعم التسويات السلمية للنزاعات الاقليمية بين الصين وجيرانها."
0 التعليقات:
إرسال تعليق